الأحد، 4 ديسمبر 2011

ورد في كتاب خمسين سنة في مهنة الطب العام للدكتور موفق خزنه كاتبي

عن سماحة الأستاذ الدكتور عبد العزيز  الخياط

استمعت الى كثير من المحاضرات و الندوات التي القاها و أقامها د.عبد العزيز الخياط, فقد استمعت اليه في خطب الجمعة في مسجد الكلبة العلمية الإسلامية و مسجد الملك عبدالله و مسجد الجامعة الأردنية و شاركت في بعض الندوات التي اقيمت في رمضان في كلية الشريعة و في مسجد الجامعة , وتابعت أحاديثه في ندواتنا الخاصة في رمضان و بعد رمضان, وهو على ما هو عليه من ذكاء و فطنة و علم و مثابرة, فهو بالمعنى العلمي رجل متعدد المواهب ذو شخصية قيادية واضحة و لا يخفي رأيه أو علمه عن أحد.

أهداني يوم زواجي مجموعة من الكتب منها مجموعة سلسلة أعلام العرب و سلسلة كتاب الشعب و أهداني إنتاحه العلمي في كلية الشريعة  و أهداني كل أبحاثه التي تتميز بفهم خاص لكثير من أمور الشريعة و التاريخ الإسلامي و تاريخ القدس و المسجد الأقصى المبارك.

هنأته بعد عودته من اسبانيا و إفتتاح مسجد قرطبة الذي ظل مغلقا مئات السنين و كان أول من خطب خطبة الجمعة الأولى في ذلك المسجد التاريخي.

أعجبني مرة في خطبة جمعة في مسجد الجامعة الأردنية, و بالصدف كانت الجزائر خسرت المبارة النهائية في كأس العالم "الفيفا"
إذ عتب على العرب و أنهم يخسرون في كل شيء حتى في كرة القدم.

أعجبني عندما كان وزيراَ للأوقاف أن وضع نظاما للطوارىء للمسجد الأقصى لحمايته بالكتل البشرية إذا احتاج الأمر لمقاومة تدميره
و العبث به من قبل العدو, إذ نقل كل مؤسسات الأوقاف و الشوؤن الإسلامية ليكون مركزها و مكاتبها في العمارات ضمن ساحات و
حرم المسجد الأقصى المبارك.

و أعلن بشكل سري آنذاك أنكم إذا سمعتم الأذان ينبعث من المسجد الأقصى في غير وقته فإن هذا يعني أن المسجد الأقصى في خطر و هبوا إلى نجدته, وهذا حصل عند حرق منبر صلاح الدين في القرن الماضي.

كذلك أعلن و ثبَت الولاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية في القدس و من بينها المدارس العربية مما جعل الملك حسين يتبنى شخصبا
مقاومة أية مبادرة تسيء إلى المسجد المبارك.

وله الفضل في إقناع النواب والأعيان أن يكون القانون المدني الأردني مستمدا من أحكام الشريعة الإسلامية أو أن لا تكون في القانون مادة تخالف الشريعة الإسلامية.

يعود إليه الفضل في إنشاء مسجد الملك عبدالله الأول في العبدلي إذ أقنع الملك حسين, بل وأعجب برأي الشيخ, أنه لا بد أن يكون للملك المؤسس جامع يليق به و بمقام دولته التي أسسها, فأعطاه الملك حسين الإذن بالمبادرة في إنشاء ذلك المسجد الذي صار مركزا إسلاميا و معلما دينيا و ثقافيا و حتى إعلاميا يضيء وجه عمان عند إفتتاح البرامج اليومية للتلفزيون الأردني.

كذلك يعود إليه الفضل في إنشاء كلية الشريعة في الجامعة الأردنية و تبني الأمير الحسن فكرة المشروع و العمل على تنفيذه, و هكذا صارت كلية الشريعة في الجامعة الأردنية تخرج علماء الدين الإسلامي من الجنسين و تستقطب الدارسين و الباحثين من جميع بلدان العالم الإسلامي و غير الإسلامي ليدرسوا الدين و يتفقهوا فيه بعيدا عن التعصب و المغالاة.

ذكر لي الدكتور عبد العزيز الخياط قصة لطيفة أذكرها هنا, قال لي ليلة حفلة زواجي و قد دعوت فيما دعوت صديقي الشيخ "فلان " و عندما ذعب أعطاني مغلفا مختوما و رجاني أن لا أفتحه إلا في الغرفة بعد انتهاء الحفلة و بقائي و عروستي لوحدنا و فعلا فتحت المغلف في الزمان و المكان الذي أشار إليه, ظننته أول الأمر "نقوطا " بمبلغ من المال نقدا أو شيكا لكني وجدته ورقة جميلة مكتوب فيها هذه الأبيات من الشعر :

                          يا رب إن قدرته لمقبل غيري           فللمسواك ثم الأكؤس
                         وإذا قضيت بعين مراقب                 يا رب فلتك من عيون النرجس  
                         و إذا قضيت لنا بصحبة ثالث            يا رب فلتك شمعة في المجلس


وهذه الأبيات ليست من شعر ذلك الشيخ بل هي أبيات شعرية معروفة و متداولة, أما أنا فزدت له بيت من الشعر بعد أن كبر الأولاد و البنات ولم يعد بحاجة لعين مراقب أو صحبة ثالث, فقلت :

                      وإذا قضيت لهل بلبس عباءة              يا رب فلتك من لباس السندس