الخميس، 11 أكتوبر 2012

الفضائية التركية TRT


ورد في كتاب «خمسون عاماً في مهنة الطب العام»
للدكتور موفق خزنة كاتبي



ظهرت أخيراً الفضائية التركية TRT الناطقة باللغة العربية وتبث برامجها من إسطنبول، وصرت أجدني حريصاً أن أتابع الكثير من برامجها وخاصة التاريخية، فتاريخنا العربي والإسلامي كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالدولة العلية العثمانية، وكان تشابه كبير بين حضارة إسطنبول وحضارة دمشق، ما زلنا نشعر بذلك حتى الآن.

ويسرني كثيراً أن أرى وأسمع ما يقوله علماؤهم وفقاؤهم ومؤرخوهم فأجد أن كثيراً من تاريخهم كان غامضاً علينا لأسباب سياسية في القرن الماضي، كذلك يسرني مشاهدة حلقات عديدة عن الخط الحديدي الحجازي المنطلق من إسطنبول إلى المدينة المنورة ماراً بكثير من المدن التركية، ثم في أوائل القرن الماضي منطلقاً من دمشق إلى عمان ومعان ومنها إلى المدينة المنورة.

هناك برنامج خاص يوم الجمعة ينقلون خلاله صلاة الجمعة من أحد الجوامع الشهيرة في تركيا ولها تاريخ، وبرنامج الرحال، وبرنامج قصور لها تاريخ.

وهناك برامج خاصة عن مواضيع لها علاقة بالشرق والغرب في ندوات فيها عدد من علمائهم الموثوقين.
أتابع بكثير من الإعجاب ما أشاهده وأسمعه من رئيس وزراء تركيا
 "
رجب طيب أردوغان " وقد سمعت شرحه لسياسته وسياسة حزبه، واستنتجت أنه هو السياسي المطلوب لتركيا والعالم الإسلامي في هذه الأوقات العصيبة، وأظنه سيصل بتركيا قريباً إلى مصاف أعلى الدول الأوروبية، فله من موقع بلاده وخيراتها وتاريخها الناصع ما يؤهله لتزعم المنطقة.

أعجبني كثيراً غضبه وتصرفه لما حصل مع السفينة مرمرة التي حاولت فك الحصار عن غزة المحاصرة، وأعجبني غضبه لعدم احترام سفيره في إسرائيل، كما وأعجبني بكل افتخار إرساله للسفينة المستشفى العائم إلى ليبيا لنقل جرحى الأحداث هناك ومعالجتهم في تركيا.

كان آخر ما شاهدته في الفضائية التركية رعاية أردوجان لاحتفال إسطنبول بالمولد النبوي الشريف على التقويم الميلادي، وأعجبني عنوان الاحتفال " الرحمة " إضافة إلى إعجابي بكل من تكلم في ذلك الحفل، وكأن ما سمعته منه ومن الزعماء القوميين والدينيين صادر عن صحابة الرسول الكريم e لا من دولة قومية علمانية في القرن الحادي والعشرين.

استنتجت أننا نحن العرب في بلادنا المترامية الأطراف بحاجة إلى مثل ذلك القائد التركي المسلم السياسي المحنك الذي يعرف ما يقول ومتى يقول وينفذ ما يقوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق