الجمعة، 9 نوفمبر 2012

رجال عرفتهم - تحديث


هاني الدحلة

كان زميلاً لي في آخر سنة في ثانوية عمان حيث انتقل إليها من ثانوية إربد، ثم تزاملنا في الجامعة هو في كلية الحقوق وأنا في كلية الطب. كان ذا شخصية قوية مسيطرة، كنت أراه في ساحة الجامعة فيطيب له أن يدعوني إلى شرب الشاي في نادي الجامعة، فأراه وقد تحلق حوله زملاؤه الأردنيون يتكلمون في كل شيء؛ ويعرفني على «حاشيته» الذين أصبح منهم وزراء في عمان.
كان يقف في «بلكون» كلية الحقوق فوق اللوحة الكبيرة المكتوب عليها بخط عريض جداً «كلية الحقوق» ثم يريني الصورة ويقول نحن الحقوقيون الذين سنقود البلد بالدستور والقانون؛ وكان يشفق علينا نحن الذين سنصير أطباء إذ لا تغرينا المناصب الإدارية بل نعمل على البقاء في العيادات والمستشفيات لنحافظ على صحة المواطن وقاية ونعالجه إذا مرض.
تخرجنا وصار قاضياً عسكريا، وكنت أسير معه أحياناً في شارع بساتين المحطة، فيحدثني عن أعماله؛ قال لي مرة: نحن القضاة العسكريون لا يعطينا الجيش علاوة مهنة مثل الأطباء بل نأخذ راتب الرتبة التي نحصل عليها، واستغربت أنا ذلك وقلت إن القاضي لا ينتهي عمله بمجرد خروجه من المحكمة بل يأخذ الكثير من القضايا – بفكرهِ وعقله- إلى منزله وقد لا ينام وهو يفكر في تلك القضية؛ لكنه تابع قائلاً لن أسكت على ذلك؛ خاصة وإن المهنيين من محاميين وأطباء وصيادلة وغير ذلك من المهن يستحقون علاوة مهنة، فهمت فيما بد أنه ذهب وقابل قائد الجيش دون موعد مسبق، وقد فوجئ القائد، وتم فيما بعد صرف علاوة خاصة للقضاة العسكريين ولا تزال سارية حتى الآن.
ترك الجيش وأصبح من أشهر المحامين في عمان، فهو يجادل ويحاور «ولا يسكت على واحدة».
وهو الآن المسئول الأول في لجنة حقوق الإنسان في الأردن.
وقد أصدر كتاباً سماه رماد السنين ذكر فيه ذكرياته. والجزء الثاني من الكتاب بعنوان حصاد السنين. والاثنان يتضمنان تاريخاً للحياة السياسية في الأردن والوطن العربي.



مضر بدران

عرفته في الجامعة وهو في كلية الحقوق وكنا أحياناً نخرج من قاعة المطالعة في المكتبة لنتمشى قليلاً ثم نعود إلى المطالعة. كثيراً ما كنت أراه حاملاً كتابه بين يديه قبل المغرب يدرس فيه وهو يسير في الحديقة قرب المكتبة.
كان هادئاً وليس له الكثير من الأصدقاء الأردنيين الحزبيين بل كان كثيراً ما يسير لوحده وهكذا تخرّج وهنأته وصرت طبيب أسرته وبالأخص طبيب أبيه.
فيه صفات رجل الدولة مما أهبّه «لرئاسة الوزارة» فهو من عائلة عريقة وذو علم غزير «وغير منتم» لليسار أو اليمين مكتف مادياً «بالإرث» ذو طبع هادئ لا يتصرف بعصبية حتى في أحلك الأوقات؛ كما كنا نلاحظه في التلفزيون الأردني في أحلك الأوقات.
أعرف الكثير من قصص نزاهته في المسئولية حيث يعطي كل ذي حق حقه.
كان إذا راجع العيادة ومعه ابنه المريض ينتظر الدور ولا يرضى أن يأخذ دور أحد من الذين يقدّمونه طوعاً على أنفسهم، فهو نظامي بالفطرة يحب أن يطبق النظام على نفسه وفي كل مكان وزمان.
أرفق صورة عن تهنأتي له عندما صار رئيساً للوزراء لأول مرة:


































محمد رسول الكيلاني

عرفته في الجامعة السورية عندما كان يأتي إلى دمشق لتأدية فحص الحقوق، وكنا نجلس في قاعة المطالعة وبدون تخطيط، هو في أقصى الزاوية الشمالية وأنا في أدنى الزاوية الجنوبية، وكنا نبقى في القاعة إلى آخر دوامها في العاشرة ليلاً؛ قال لي وبعد ثلاثين عاماً من تخرجنا، كنتُ أحياناً أشعر بالملل ولكن انظر فإذا بك ما زلت في مكانك، فأستمر أنا على المطالعة والدراسة إلى أن تخرج.
كان رجلاً متديناً من عائلة كريمة متدينة، انتسب إلى السلك القضائي العسكري بعد تخرجه من الجامعة، وكان هو الذي اكتشف الذين قاموا بتفجير دار رئاسة الوزراء في عمان مما أهله ليكون المسئول الجديد عن تنظيم المخابرات وكان له الفضل في تأسيس المخابرات العامة على أساس علمي وأخلاقي؛ ووظف معه مجموعة من خيرة شبابنا الجامعي. وأنشأ بناءاً خاصاً بلون أزرق صار يعرف عند العامة والخاصة «فيلا أبو رسول».
كان رجل حكم يتحمل المسئولية في أحلك الأزمات، ولم يُعرف عنه أنه اعتدى على أحد أو انتقم من أحد.
رآني صدفة وأنا خارج من جامع الكلية العلمية الإسلامية بعد صلاة الجمعة
ومعي أخي وبعض الأصدقاء؛ نزل من سيارته وسلم علينا وقال استأجرنا عمارة للمخابرات في الشارع خلف عمارتكم ودعاني أن نذهب رأساً ونشرب الشاي هناك ويطلعني على إنجازاته التي كان يفتخر بها، وفعلاً ذهبنا، واسترعى انتباهي وجود لوحة على الحائط في مكتبه مكتوب فيها الآية الكريمة 
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)   [الأحزاب: 23] قال لي وأنا أقرأ الآية الكريمة، هذا شعارنا الصدق والأمانة، قلت هل لكل واحد ملف عندكم قال نعم وأنت منهم وسأحضره لك بشرط أن لا تقرأ أنت ما فيه قلت موافق، وفعلاً أحضر «جلا سوراً» منتفخاً لكثرة امتلائه بالأوراق وقرأ لي آخر ما ورد إليهم عني بتوقيع مخبر صادق، وكان الموضوع تحركي في محطة عمان في يوم الجمعة بعد أن خرجت من جامع حي المعانية في المحطة؛ قال صدقني إننا لم نطلب من أحد أن يراقبك ولا متابعتك ولكنك لأنك صرت معروفاً صارت تردنا أوراق كثيرة عنك، وقرأ صفحة أخرى وضحك وقال لو تعلم من أرسل لنا هذه الإخبارية لهالك الأمر، قلت اتفقنا أن لا أقرأ ولن أسأل، قلت وأنا خارج وشاكر ضيافته إياك أن تظلم أحدا ًفالله سبحانه حرم الظلم على نفسه ونصحنا أن لا نتظالم قال اسمع هذه القصة: أتذكر عندما شهد علي زوراً أحد طلاب الطب الأردنيين في المشاجرة التي حصلت في الجامعة وحرموني من تأدية الفحص دورتين قلت نعم، قال تخرج ذلك الطالب وصار طبيباً في الجيش، قال أتتني إخبارية من عناصرنا بأن طبيباً ينقل متفجرات بسيارة الإسعاف العسكرية، وأعطوني اسم ووصف الطبيب فإذا به ذلك طالب الطب الذي شهد علي زوراً؛ قلت في نفس: (ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ)   [المائدة: 8]؛ وهذا جرم خطير، قلت تأكدوا بدقة وأعطيتهم التعليمات الدقيقة ووضعته تحت المراقبة الشديدة، وتبين لنا بعد ذلك أن الذي كان ينقل المتفجرات طبيب آخر يشبهه بالشكل ويعمل بنفس المجموعة الطبية؛ وبذلك لم أسمح لنفسي أن أعتقله على الشبهة وأسيء إليه كما أساء لي.
والغريب أن كثيرين من الناس كانوا «يلوكونه» بألسنتهم مع أنهم لا يعرفون ولم يسِيءْ إليهم، أترحم عليه وأدعو الله أن يطيل عمر أخيه. د. إبراهيم فقد عرفته وهو في أول سنة في كلية الشريعة وأنا في آخر سنة في كلية الطب؛ وكان لا يضيع وقته باللغو بل بالعلم والاجتهاد، تخرج ودرّس ووعظ ونصح فكان التقي النقي الورع الجريء يقول الحق دون مجاملة. أحببته وينشرح صدري عندما أراه بالمناسبات وكأني أمام واحد من صحابة الرسول الكريم.
وأخوه موسى الصحفي المسلم، أراه في المناسبات وأسلم عليه وأرجو له التوفيق في عمله الصعب.
تلك ذرية بعضها من بعض والله غفور رحيم.



غالب أبو عبود

عرفته في الأيام الأولى لافتتاح عيادتي فقد أتى وزارني وهنأني وصرت طبيب أسرته وعشيرته، وكان كلما مر في شارع العيادة مساءاً أتى ووجد غيره من الأصحاب فجلس إلى أن ينتهي دوام العيادة ونشرب الشاي ونتحدث في كل شيء.
كان تقياً نقياً صادق الوعد كريم الطبع، علمت أنه موظف في ديوان المحاسبة فقلت له مرة إن مكانك الرئيسي يجب أن يكون في قصر العدل قاضياً تقيم الوزن بالقسط وتحكم بين الناس بالعدل، لا أن تكون موظفاً مثلك مثل المئات من الموظفين الذين ينتهي تفكيرهم بانتهاء ساعات دوامهم.
وسبحان الله فقد تيسر له العمل في القضاء فصار قاضياً لأمانة عمان ثم مدعياً عاماً في مدينة عمان، وكنت أسمع تقريظ الناس له وأحياناً انتقادهم فيصفونه بأنه «مدع عام» مخيف لا يجامل أحداً في الحق.
حدثت معي ومعه قصص كثيرة كان من جملتها أنه عندما صار قاضياً لأمانة العاصمة خالف سيارتي شرطي وضعها على زجاج السيارة في أنني أقف في مكان ممنوع، والواقع كانت سيارتي تقف في مكان مخصص لأطباء عمان في منتصف «ساحة فيصل» وعلى السيارة إشارة الطبيب التي تصدرها نقابة الأطباء. وعندما ذهبت إلى المحكمة سألني القاضي غالب هل أنت مذنب قلت لا قال لا بل أنت مذنب وسأدفع قيمة المخالفة مني وكانت عشرة قروش ولا أريدك أن تراجع المحكمة مرات عديدة لتثبت براءتك؛ وبالصدف كان أبوه جالساً في المكتب وكان يحبني كأحد أبنائه قلت له هل يرضيك يا عمي أن ابنك القاضي الذي فرحنا كثيراً «لقضونته» يحكمني، قال أبوه غاضباً لا يجوز أن تحكم عليه وهو يقول لك إنه بريء وتكلم مع غالب غاضباً ومتوتراً بشدة فهو لا يرضى أن ابنه يحكمني وأنا الغالي عليه، قال له غالب: «يابا» إنه يمزح معك، وهذه مخالفة سيارة ولا قيمة مادية أو معنوية لها.
قلت هدئ أعصابك «يا عمي» فأنا أسامحه ولكن أطلب منك «حق عرب» لأن ابنك هو الذي «حكمني» قال «أبشر» فيوم الجمعة غذاؤك والعائلة عندي على «منسف خصيصاً لك» قلت قبلت، وهكذا كان، فقد كان يدعوني كثيراً على المناسف بمناسبة وغير مناسبة، ولكثرة ما كنت أدعى عندهم صرت أتقن أكلة المنسف باليد وأستخرج المخ من الجمجمة بطريقة جراحية. ولا بد لي أن أذكر وبكل محبة وافتخار أني تعلمت أكلة المنسف في بيت فهد أبو العثم وغالب أبو عبود والشيخ فلاح العابد.
ولكثرة تردده على العيادة والزيارات المنزلية والرحلات في الأحراش صرتُ له بمنزلة الأخ الأكبر، ولذلك عندما قرر أن يتزوج جعل من عيادتي الملتقى الأول مع بعض من لهم «الشور» من أهل الخطيبة، وكان النقاش هادئاً انتهى بالموافقة المبدئية وقراءة الفاتحة؛ ومع الزمن كان لقاء تلك الخطبة «باكورة» لكثير من «الخطبة» للأصدقاء تتم في عيادتي وبالموافقة الأولية.
كنت أحب حديثه معي مباشرة أو بالهاتف، وكان عندما يزورنا في بيتنا نجلس في غرفة الجلوس لا في غرفة الضيوف وإذا كان الفصل شتاءاً يتعهد أبي «غلي الشاي» على الصوبا وتحضيره أمامه وتقديمه له، فقد كان يحبه ويعجب به.
حدث مرة نقاش تخالفنا الرأي فيه وعندما انتهى المجلس وكان حديثاً عاماً قال لي هل زعلت مني لأني ناقشتك وكنت طيلة معرفتي بك أستأنس برأيك، أجبته ببيت من الشعر لابن زيدون:
وودادي لك نص


لم يخالفه القياس

 فكان إذا دخلت مجلساً وكان سبقني إليه يقف من بعيد ويحييني ويعيد لي ذلك البيت على مسمع من الحاضرين. أحببته وأحببت أبوه وإخوانه وكنت أراهم دائماً في كل مناسبة سواء فرح أو عزاء، وهم مثاليون في كل شيء.
حدث مرة عندما كنا في الحج وجلسنا أمام قبر الرسول الأعظم مجموعة من مثقفي عمان من المتدينين، فقلت لهم تعالوا نذكر أصحابنا في عمان الذين أوصونا أن نسلم على الرسول الكريم ونشبهم بالصحابة الكرام، وسأبدأ القول ثم نناقش شخصية كل واحد «لنثبته» في المكان الذي نجمع عليه وكأننا نبيع ونشتري ونقايض التقوى» فقلت: إن
د. عدنان الجلجولي أبو بكر أمتنا، وأن غالب أبو عبود عمر أمتنا، وإن سعد الزميلي عثمان أمتنا، وأن قنديل شاكر أبو عبيدة أمتنا، قالوا نوافق وتركت لغيري كل واحد من أحبائنا في عمان في مكان يتفقون عليه.
كان غالب رجلاً إسلامياً منتمياً ولذلك قررّ المسئولون عن الاتجاه الإسلامي ترشيحه لأحد المجالس النيابية عن منطقة عمان، ورغم أني زرته متمنياً له النجاح والتوفيق، إلا إني قلت له إن مكانك ليس في المجلس النيابي فأنت «رجل منتمِ» إلى فئة معينة وعليك أن تتبنى رأيها في المجلس ولو كان عكس رأيك، أما عندما كنت في القضاء فالرأي لك مستمد من القانون الذي عليك تطبيقه بالعدل والحزم وعليك إنصاف الناس والمساواة بين «المتحاكمين» في المجلس، وكنت تفعل ذلك, وعندما لم ينجح زرته وقلت له إني مسرور بذلك.
وفي الترشيح لانتخابات نيابية تالية أتى واستشارني وقال لي إن رأيك سيكون الحد الفاصل بين أن ترشح أم لا، وكان شعار الاتجاه الإسلامي في ذلك الوقت «الإسلام هو الحل» قلت له هذا الشعار لا يعني شيئاً في العمل السياسي أو الاقتصادي وأرى أن لا تترشح، وهكذا سمع الرأي ولم يرشح نفسه لذلك المجلس إذ كان من صفاته أنه من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
رحم الله غالب فقد كان: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.  








أحمد عبيدات

عرفته منذ تخرجه من بغداد وكان كثيراً ما يتردد على العيادة بعد المغرب لنجلس ونشرب الشاي خاصة وكان الكثيرون من الجالسين من زملائه هناك.
استشارني مرة هل يترك عمله الذي كان فيه وينتقل إلى المخابرات العامة التي أسسها محمد رسول الكيلاني وجمع لها خيرة الشباب الجامعيين؟ شجعته وقلت إذا تركنا هذا المكان المهم فمن يأخذه!! وذكرت له قول ابن سينا «لا تعلموا أولاد الأسافل الطب»، وهذا ما يجب أن ينطبق على المرفق الهام وهو المخابرات العامة فيجب أن يكون المسئولون فيها من خيرة شبابنا عائلة وثقافة وخلقاً وتقوى الله.
وكنت أتابعه وأُسَرّ كلما رأيته يرتقي في منصبه إلى أن وصل إلى القمة؛ وكنا نقول إن مرآة حضارة البلد تتجلى في نظافة مخابراتها وسجونها ومراكز الأمن العام فيها، وهكذا وحتى في الأوقات العصيبة التي مر فيها بلدنا لم نسمع أن أحداً من المسئولين اعتدى على أحد من المواطنين أو ظلم برئياً أو ابتز واحداً.












الشيخ محمد سردانه

عرفته منذ تخرجت من كلية الطب وكنت طبيب أسرته، هو من بلدة «الفالوجة» وذهب إلى غزة ومنها إل القاهرة ودرس في الأزهر. هو شخصية مثالية نادرة، متعدد المواهب ومتعدد الصفات الحميدة، بدأ مدرساً للدين في ثانوية البنات في عمان وكان من حظ زوجتي وهي طالبة في ثانوية الملكة زين الشرف أن كان أحد أساتذتها.
كنا كلما أوْلَمَ أحدنا أو احتفل بزواج أو تخرج من الجامعة ندعوه ليكون النكهة الطيبة لكل احتفال أو مجتمع من ذاك القبيل، ولذلك حضر أكثر جاهات أصحابه وتكلم وأضحك وأُعجب به الجميع.
ذهبنا كثيراً معه في رحلات وشطحات وجلسنا كثيراً في أمسيات علمية ودينية فيجد الواحد منا نفسه وكأنه يسمعه لأول مرة، حاضر النكتة وحاضر البديهة وحاضر الرد الأدبي. استدعوه مرة للتحقيق معه وكان يرأس اللجنة مدير الأمن العام فسأله من أين أنت قال من بلدة الفالوجة، قال المدير هل صحيح أن جمال عبد الناصر كان محاصراً في الفالوجة، ؟ أجابه التاريخ يقول ذلك.
انتقل من التدريس إلى القضاء الشرعي ووصل فيه إلى أعلى الرتب، ومن ثم انتقل إلى غزة ليرأس القضاء الشرعي ولكنه لم يمكث طويلاً وعاد إلى عمان وتقاعد وفرّغ نفسه للكتابة.
كان أبي يحبه كثيراً ويعجب به ولا بد أن يكون على رأس أية دعوة أو أي احتفال يقيمه أبي واتفق معه أنه لا يجوز أن تمتد السهرة إلى ما بعد العاشرة ليلاً، ولذلك ينادي أستاذنا على الجميع أن دقت الساعة العاشرة وعلينا أن نغادر رغم أن أبي يرجوه أن يمدد الوقت ولكن لا يقبل لأنه يحافظ على النظام.
زرته قبل يومين بمناسبة عيد الفطر وعيدت عليه وجلست أنصت إلى حديثه الذي أعادني إلى أيام الشباب، أهداني كل إنتاجه من الكتب الدينية والفقهية مما تصلح أن تكون مرجعاً للدارسين والباحثين في القضاء الشرعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق